هذه قصيدة تحكي حال المعلم.... فيها الكثير من المعاناة ,, وفيها الكثير من الفكاهة
إليكم مايعانيه المعلم......
وأكون منشغلا بشرحي غارقا *** بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة *** أجد السؤال يفيد والتعليلا
فأسأل الطلاب عن مضمونه *** وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوته *** (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)
أستاذي أستاذي ويرفع إصبعا *** ويقيم أخرى ترفض التنزيلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة *** هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر *** هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنني *** أجد التصبر نافعا وجميلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني *** يشكو زميلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا *** فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخرا *** إني رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعدا *** أو في الحديقة جالسا مفتولا
حتى كأني قد فعلت جريمة *** أو قد قتلت من الأنام قتيلا
أو صار من بين البرية واعظي *** ومعلمي التحريم والتحليلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي *** وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة *** أو بالهواء مطيبا وعليلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا *** أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا *** تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم*** فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاط في الصحافة و الإذا *** عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري *** أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت في مواهبي ومذاهبي *** ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فتى *** اشطب وسجل غيرة مقبولا
خصص ومثّل للنشاطات التي *** أعطيتها واجعل لديك دليلا
قد صار في التحضير عندي عقدة *** فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة *** أهذي به إذ ما رأيت خليلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله *** والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويلا